وكان المؤلفة قلوبهم ضربان: كفار، ومسلمون. والكفار كانوا صنفان: الأول: من يُخشى شرّه فيُعطون لدفع معرتهم، وكف أذيتهم عن المسلمين، والاستعانة بهم على غيرهم من المشركين. الثاني: كفار يُرجى إسلامهم، فيُعطون لاستمالة قلوبهم وقلوب غيرهم من الكفار للدخول في الإسلام، ولئلا يمنعوا من أسلم من قومهم من الثبات على الإسلام. أما المؤلفة قلوبهم من المسلمين: فهم قوم من المسلمين حديثي العهد بالكفر، يُعطون لئلا يرجعوا إلى الكفر. انظر: أحكام القرآن للجصاص ٣/ ١٥٩؛ أحكام القرآن لابن العربي ٢/ ٩٦٢؛ المجموع ٦/ ١١٦؛ المغني ٩/ ٢٢٦. (٢) نسب ابن الجوزي في التحقيق ٢/ ٢٧٥، القول بالنسخ إلى أبي حنفية والشافعي. ونسبه ابن هبيرة في الإفصاح ١/ ١٨٥، إلى الإمام أحمد، وأبي حنفية. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ٣٣/ ٩٤: (وبعض الناس ظن أن هذا نُسخ لما روي عن عمر … ). وانظر كذلك مسلم الثبوت مع شرحه فواتح الرحموت ٢/ ١٠٠. (٣) ونسبه إلى عامة العلماء. كما صرح به ابن الهمام، والطحطاوي. انظر: بدائع الصنائع ٢/ ١٥٢، فتح القدير ٢/ ٢٦٠، ٢٦١؛ حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح ص ٤٧٣.