للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاختلافهم فيها (١).

دليل من قال بنسخ القراءة خلف الإمام

أولاً: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: «هل قرأ معي أحد منكم آنفاً؟» فقال رجل: نعم يا رسول الله، قال: «إني أقول مالي أُنازعُ (٢) القرآن؟» قال: فانتهى الناسُ عن القراءة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما جهر فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-

بالقراءة من الصلوات، حين سمعوا ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٣).


(١) انظر: الاعتبار ص ٢٦٠؛ بداية المجتهد ١/ ٢٩٨.
(٢) أنازع القرآن أي أجاذب في قراءته، كأنهم جهروا بالقراءة خلفه فشغلوه. والمنازعة المجاذبة في المعاني والأعيان. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٧٣٠.
(٣) أخرجه أبو داود في سننه ص ١٣٢، كتاب الصلاة، باب من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر الإمام، ح (٨٢٦)، والترمذي في سننه ص ٨٧، أبواب الصلاة، باب ما جاء في ترك القراءة خلف الإمام إذا جهر الإمام بالقراءة، ح (٣١٢)، والنسائي في سننه ص ١٥٢، كتاب الافتتاح، باب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر به، ح (٩١٩)، وابن ماجة في سننه ص ١٥٨، كتاب إقامة الصلوات، باب إذا قرأ الإمام فأنصتوا، ح (٨٤٨)، ومالك في الموطأ ١/ ٩٤، وأحمد في المسند ١٢/ ٢١٢، والطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ٢١٧، وابن حبان في صحيحه ص ٥٧٤، والبيهقي في السنن الكبرى ٢/ ٢٢٥. وحسنه الترمذي، وصححه أبو حاتم الرازي، وابن حبان، وابن القيم، والشيخ الألباني. انظر: سنن الترمذي ص ٨٧؛ تهذيب السنن لابن القيم ١/ ٣٩٢، الجوهر النقي ٢/ ٢٢٧؛ تفسير ابن كثير ٢/ ٢٦٩؛ صحيح سنن الترمذي ٨٧؛ حاشية صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- للألباني ص ٩٩.
وفي سنده ابن أكيمة الليثي، قال الحميدي: هذا حديث رواه رجل مجهول، لم يرو عنه غيره قط. وقال البيهقي: في صحة هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نظر؛ وذلك لأن رواية ابن أكيمة الليثي وهو رجل مجهول لم يحدث إلا بهذا الحديث وحده، ولم يحدث عنه غير الزهري. انظر: السنن الكبرى للبيهقي ٢/ ٢٢٦.
ونقل ابن القيم في تهذيب السنن ١/ ٣٩٢، كلام البيهقي ثم رد عليه فقال: (وقال غيره: هذا التعليل ضعيف، فإن ابن أكيمة من التابعين، وقد حدث بهذا الحديث ولم ينكره عليه أعلم الناس بأبي هريرة وهو سعيد بن المسيب، ولا يعلم أحد قدح فيه، ولا جرحه بما يوجب ترك حديثه). كما رد عليه ابن التركماني في الجوهر النقي ٢/ ٢٢٧، وذكر ابن عبد البر في التمهيد ٣/ ١٧٣، عن ابن معين أنه قال: حسبك برواية ابن شهاب عنه، وقال: وقد روى عنه محمد بن عمرو وغيره. ثم قال ابن عبد البر: (والدليل على جلالته أن كان يحدث في مجلس سعيد بن المسيب، وسعيد يصغي إلى حديثه عن أبي هريرة).

<<  <  ج: ص:  >  >>