للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية عنه -رضي الله عنه- قال: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستغفر لأبويه (١) وهما مشركان، حتى نزلت: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} إلى قوله: {تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: ١١٤]» (٢).

فهذه الأدلة تفيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعض المسلمين استغفروا لبعض أقاربهم وهم مشركون، فنهاهم الله تعالى عن الاستغفار لهم، فنُسخ به عملهم ذلك، وحرم الاستغفار للمشركين (٣).

والله أعلم.


(١) أب النبي -صلى الله عليه وسلم- هو: عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشي، الهاشمي. وتوفي قبل أن يولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أما أمه -صلى الله عليه وسلم- فهي: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، الزهرية القرشية. وتوفيت والنبي -صلى الله عليه وسلم- في السادسة من عمره. انظر: السيرة النبوية لابن هشام ١/ ١، ١٠٨، ١٥٦، ١٥٨، ١٦٨؛ الرحيق المختوم ص ٤٨ - ٥٨.
(٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٧/ ٥٣. ورجاله رجال رواية أحمد في الرواية السابقة، إلا أن شيخ أحمد في روايته هو يحيى بن آدم عن سفيان، وشيخ الطبري هو ابن بشار عن يحيى عن سفيان. وابن بشار هو محمد بن بشار الملقب ببندار، وهو من رجال الكتب الستة.
(٣) انظر: جامع البيان ٧/ ٥٠ - ٥٤؛ أحكام القرآن لابن العربي ٢/ ١٠٢١ - ١٠٢٢؛ الاعتبار ص ٣٣٣؛ الجامع لأحكام القرآن ٨/ ٢٤٨ - ٢٥٠؛ رسوخ الأحبار ص ٣٢٧؛ فتح الباري ٨/ ٤٠٤؛ عمدة القاري ٦/ ٢٤٩ - ٢٥١؛ أحكام الجنائز ص ١٢٢ - ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>