للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يُهدي بك رجلٌ واحد خير لك من حمر النعم» (١).

رابعاً: عن أنس -رضي الله عنه- يقول: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا غزا قوماً لم يغر حتى يصبح، فإن سمع أذاناً أمسك، وإن لم يسمع أذاناً أغار بعد ما يصبح، فنزلنا خيبر ليلاً) (٢).

ووجه الاستدلال من هذه الأدلة هو: أن حديث بريدة، وابن عباس، وسهل بن سعد-رضي الله عنهم-تدل على أن العدو من المشركين يدعون قبل أن يقاتلوا.

وحديث ابن عمر، والبراء بن عازب، والصعب بن جثامة، وأنس-رضي الله عنهم-تدل على جواز قتال المشركين قبل الدعوة.

فيجمع بينها بحمل ما يدل على وجوب الدعوة قبل القتال لمن لم تبلغهم الدعوة. وحمل ما يدل على جواز القتال قبل الدعوة لمن بلغتهم الدعوة (٣).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٥٩٧، كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام والنبوة، وأن لا يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله، ح (٢٩٤٢)، ومسلم في صحيحه ٨/ ٣١، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ح (٢٤٠٦) (٣٤).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٥٩٧، كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام والنبوة، وأن لا يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله، ح (٢٩٤٣).
(٣) انظر: "شرح معاني الآثار ٣/ ٢١٠؛ بدائع الصنائع ٦/ ٦١، ٦٢؛ الهداية وشرحه فتح القدير ٥/ ٤٤٤، ٤٤٥. "؛ المهذب وشرحه تكملة المجموع ٢١/ ١٠١ - ١٠٣؛ البيان ١٢/ ١٢٠، ١٢١؛ العزيز ١١/ ٣٨٠"؛ المغني ١٣/ ٢٩، ٣٠؛ الشرح الكبير ١٠/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>