للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله -صلى الله عليه وسلم- وتشاغلنا بموته، دخل داجن (١) فأكلها) (٢).

ثانياً: عن عائشة-رضي الله عنها-أن أبا حذيفة، تبنى سالماً (٣) - وهو مولى امرأة من الأنصار- كما تبنى النبي -صلى الله عليه وسلم- زيداً، وكان من تبنى رجلاً في الجاهلية دعاه الناس ابنه، وورث من ميراثه، حتى أنزل الله عز وجل: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [الأحزاب: ٥]. فردوا إلى آبائهم، ومن لم يعرف له أب فمولًى وأخ في الدين، فجاءت سهلة، فقالت: يا رسول الله! إنا كنا نرى سالماً ولداً، يأوي معي ومع أبي حذيفة، ويراني فُضُلاً (٤)، وقد أنزل الله عز وجل فيه ما قد علمت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أرضعيه خمس رضعات»، وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة (٥).


(١) الداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم. انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٥٥٤.
(٢) أخرجه ابن ماجة في سننه ص ٣٣٧، كتاب النكاح، باب رضاع الكبير، ح (١٩٤٤)، وأحمد في المسند ٤٣/ ٣٤٣. وحسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ص ٣٣٧.
(٣) هو: سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة. قيل اسم أبيه: معقل. كان مولى امرأة من الأنصار، قيل اسمها: ليلى، ويقال: ثبيتة بنت يعار، وكانت امرأة أبي حذيفة، وقد أعتقه سائبة فوالى أبا حذيفة. كان سالم أحد السابقين إلى الإسلام، وكان معه لواء المهاجرين يوم اليمامة، واستشهد بها. انظر: الإصابة ١/ ٦٧٩ - ٦٨١.
(٤) فضلاً، أي مبتذلة في ثياب المهنة، يقال: تفضلت المرأة إذا لبست ثياب مهنتها، أو كانت في ثوب واحد. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٣٧٩.
(٥) أصله في الصحيحين، وأخرجه بهذا اللفظ عبد الرزاق في المصنف ٧/ ٤٦١، وأحمد في المسند ٤٢/ ٤٣٥، وأخرج نحوه مالك في الموطأ ٢/ ٤٧٢، والبيهقي في السنن الكبرى ٧/ ٧٥٧، وابن عبد البر في التمهيد-من عدة طرق- ١١/ ٣٧٠ - ٣٧٢. قال ابن حزم في المحلى- بعد ذكر هذا الحديث والحديث السابق-١٠/ ١٩٨: (وهذان خبران في غاية الصحة، وجلالة الرواة وثقتهم، ولا يسع أحد الخروج عنهما). ورجال إسناد عبد الرزاق رجال الشيخين. وقد تكلم فيه البعض: بأن ذكر العدد في هذا الحديث جاء من طريق ابن جريج، وهو قد رواه عن الزهري، وابن جريج مدلس، ونقل عن ابن معين أنه قال فيه: (ليس بشيئ في الزهري). انظر: تهذيب التهذيب ٦/ ٣٥٤. لكن يقال في دفعه: بأن ابن جريج قال فيه: (أخبرني الزهري)، كما أن ابن جريج لم ينفرد بذكر العدد فيه، بل رواه كذلك مالك عن الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري عن الزهري، ويونس عن الزهري، وكل هؤلاء الأعلام؛ لذلك لا يبقى شك في صحة الحديث بذكر العدد فيه. انظر: مصنف عبد الرزاق ٧/ ٤٦٠؛ السنن الكبرى للبيهقي ٧/ ٧٥١؛ التمهيد ١١/ ٣٧٠ - ٣٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>