للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«فتستطيع أن تطعم ستين مسكيناً؟» قال: لا، إلا أن تعينني فيها، قال: فدعا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكفر يمينه (١).

خامساً: عن محمد بن كعب القرظي، قال: كانت خولة ابنة ثعلبة تحت أوس بن

الصامت، وكان رجلاً به لمم (٢)، فقال في بعض هجراته (٣): أنت عليّ كظهر أمي، ثم ندم على ما قال، فقال لها: ما أظنك إلا قد حرمت عليّ. قالت: لا تقل ذلك، فوالله ما أحب الله طلاقاً، قالت: ائت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسله، فقال: إني أجدني أستحي منه أن أسأله عن هذا، فقالت: فدعني أن أسأله، فقال لها: سليه. فجاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا نبي الله إن أوس بن الصامت أبو ولدي، وأحب الناس إليّ، قد قال كلمة، والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقاً، قال: أنت عليّ كظهر أمي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما أراك إلا قد حرمت عليه». قالت: لا تقل ذلك يا نبي الله، والله ما ذكر طلاقاً، فرادت النبي -صلى الله عليه وسلم- مراراً، ثم قالت: اللهم إني أشكو اليوم شدة حالي ووحدتي، وما يشق عليّ من فراقه، اللهم فأنزل على لسان نبيك. فلم ترِمْ مكانها حتى أنزل الله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ


(١) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٧/ ٦٣٣، وقال: (هذا مرسل ولكن له شواهد). وأخرج نحوه ابن جرير في جامع البيان ١٤/ ٨٣١٥.
(٢) اللمم طرف من الجنون، يلم بالإنسان، أي يقرب منه ويعتريه. النهاية في غريب الحديث ٢/ ٦١٦.
(٣) هجراته من الهجر، وهو الفحش، وكذلك إذا أكثر الكلام فيما لا ينبغي. انظر: النهاية في غريب الحديث
٢/ ٨٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>