للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعاً: الآثار التي رويت عن بعض الصحابة-رضي الله عنهم-والتي تدل على قتل المسلم بالذمي، ومنها:

أ-عن سعيد بن المسيب، أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق-رضي الله عنهما-قال-حين قتل عمر -رضي الله عنه- مررت على أبي لؤلؤة (١)، ومعه هرمزان (٢)، فلما بغتهم ثاروا، فسقط من بينهم خنجر له رأسان ممسكه في وسطه، قال: قلت: فانظروا لعله الخنجر الذي قتل به عمر، فنظروا فإذا هو الخنجر الذي وصف عبد الرحمن. فانطلق عبيد الله بن عمر (٣)، حين سمع ذلك من عبد الرحمن، ومعه السيف حتى دعا الهرمزان، فلما خرج إليه قال: انطلق حتى تنظر إلى فرس لي، ثم تأخر عنه إذا مضى بين يديه علاه بالسيف، فلما وجد مس السيف قال: لا إله إلا الله. قال عبيد الله: ودعوت جفينة (٤)،


(١) أبو لؤلؤة اسمه فيروز، وكان غلاماً لمغيرة بن شعبة، وكان مجوسياً، وطعن عمر -رضي الله عنه- بالخنجر، ثم نحر نفسه، ولم يكن مسلماً. انظر: البداية والنهاية ٧/ ١٣٢؛ فتح الباري ٧/ ٧١، ٧٣؛ عمدة القاري ١١/ ٤٣٦.
(٢) هو الهرمزان صاحب تستر، وملك الأهواز، أسره المسلمون سنة سبع عشرة، وبعثوا به إلى عمر -رضي الله عنه- بالمدينة، وأسلم، وكان لا يفارق عمر -رضي الله عنه- حتى قتل عمر فاتهمه بعض الناس بممالأة أبي لؤلؤة، فقتله عبيد الله بن عمر. انظر: البداية والنهاية ٧/ ٧٦ - ٧٨.
(٣) هو: عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، قتل الهرمزان وجفينة لما طعن أبو لؤلؤة والده عمر -رضي الله عنه-. انظر: البداية والنهاية ٧/ ١٢٤، ١٣٢.
(٤) جفينة كان نصرانياً، وقتله عبيد الله بن عمر، لما قيل إنه والهرمزان مالأا أبا لؤلؤة على قتل عمر -رضي الله عنه-. انظر: البداية والنهاية ٧/ ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>