للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجدون في التوراة على من زنى؟» قالوا: نسود وجوههما، ونحملهما، ونخالف بين وجوههما، ويُطاف بهما. قال: «فأتوا بالتوراة إن كنتم صادقين» فجاؤوا بها فقرؤوها، حتى إذا مروا بآية الرجم، وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرجم، وقرأ ما بين يديها وما وراءها، فقال له عبد الله بن سلام (١)، وهو مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

مره فليرفع يده. فرفعها، فإذا تحتها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرجما) (٢).

وفي رواية عنه -رضي الله عنه-: أن اليهود جاؤوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- برجل منهم وامرأة قد زنيا، فقال لهم: «كيف تفعلون بمن زنى منكم؟» قالوا: نحممهما ونضربهما، فقال: «لا تجدون في التوراة الرجم؟» فقالوا: لا نجد فيها شيئاً، فقال لهم عبد الله بن سلام: كذبتم فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين. فوضع مدراسها الذي يدرسها منهم كفه على آية الرجم، فطفق يقرأ ما دون يده وما وراءها، ولا يقرأ آية الرجم، فنزع يده عن آية الرجم فقال: ما هذا؟ فلما رأوا ذلك قالوا: هي آية الرجم، فأمر بهما فرجما قريباً من حيث موضع الجنائز عند المسجد (٣).


(١) هو: عبد الله بن سلام بن الحارث، أبو يوسف، الإسرائيلي، من بني قينقاع، حليف القوافل من الخزرج، أسلم أول ما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه أبو هريرة، وغيره، وتوفي سنة ثلاث وسبعين. انظر: الإصابة ٢/ ١٠٦٢.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٧٤٥، كتاب المناقب، باب قول الله تعالى: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}، ح (٣٦٣٥)، ومسلم في صحيحه-واللفظ له- ٦/ ٢٦٦، كتاب الحدود، باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنى، ح (١٦٩٩) (٢٦).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٩٤١، كتاب التفسير، باب {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}، ح (٤٥٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>