للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثاً: عن أبي أسيد (١)، قال: إن أبا قتادة كان يصغي الإناء للهرة فتشرب منه ثم يتوضأ بفضلها، فقيل له: أتوضأ بفضلها؟ فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنها ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم» (٢).

رابعاً: عن أم داود بن صالح (٣) أن مولاتها أرسلتها بهريسة (٤) إلى عائشة -رضي الله عنها- فوجدتها تصلي، فأشارت إليَّ أن ضعيها، فجاءت هرة فأكلت منها، فلما انصرفت أكلت من حيث أكلت الهرة، فقالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنها ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم. وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بفضلها» (٥).


(١) هو: أبو أسيد -واسمه يزيد- البراد، روى عن معاذ بن عبد الله، وروى عنه ابنه أسيد وابن أبي ذئب. انظر: الكاشف ٢/ ٢٧١؛ التهذيب ١٢/ ١٢؛ التقريب ١/ ١٠٣.
(٢) قال ابن حجر في التلخيص ١/ ٤١ - بعد ذكر الدارقطني-: (وساق له في الإفراد طريقاً غير طريق أبي إسحاق فروى من طريق الدراوردي عن أسيد بن أبي أسيد عن أبيه أن أبا قتادة كان يصغي الإناء للهرة -) فذكره.
(٣) هي أم داود بن صالح بن دينار التمار المدني، قال الطحاوي: هي غير معروفة عند أهل العلم. انظر: شرح مشكل الآثار ١/ ٢٤٥.
(٤) الهرس الدق، والهريسة: هي الحب المدقوق بالمهراس إذا طبخ. انظر: مختار الصحاح ص ٦١١؛ المصباح المنير ص ٦٣٧.
(٥) أخرجه أبو داود في سننه ص ١٧، كتاب الطهارة، باب سؤر الهرة، ح (٧٦) والطحاوي في شرح مشكل الآثار ١/ ٢٤٥، والدارقطني في سننه ١/ ٧٠ وقال: (رفعه الدراوردي عن داود بن صالح، ورواه عنه هشام بن عروة ووقفه على عائشة). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ١/ ٣٧٤، ومعرفة السنن ٢/ ٦٩.
وقال ابن حجر في التلخيص ١/ ٤٢: (ورواه الدارقطني وقال: تفرد برفعه داود بن صالح، وكذا قال الطبراني والبزار وقال: لا يثبت).
وفي سنده أم داود، قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار ١/ ٢٤٥: (وليست من أهل الرواية التي يؤخذ مثل هذا عنها ولا هي معروفة عند أهل العلم).

<<  <  ج: ص:  >  >>