للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: لا، قال: «أمعك نبيذ؟» قلت: نعم، فتوضأ به) (١).

ج- عن عبد الله بن مسعود أنه كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يا عبد الله أمعك ماء؟» قال: معي نبيذ في إداوة، فقال: «أصبب علي» فتوضأ. قال: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يا عبد الله بن مسعود، شراب وطهور» (٢).


(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٧/ ٣٦٧، - من طريق علي بن زيد-، والطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ٩٥، والدارقطني في سننه ١/ ٧٧، بالسند المذكور، ثم قال الدارقطني: (علي بن زيد ضعيف وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود، وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة). قال الزيلعي في نصب الراية ١/ ١٤١: (قال الشيخ تقي الدين في (الإمام): وهذا الطريق أقرب من طريق أبي فزارة، وإن كان طريق أبي فزارة أشهر، فإن علي بن زيد وإن ضعف فقد ذكر بالصدق، قال: وقول الدارقطني: وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود لا ينبغي أن يفهم منه أنه لا يمكن إدراكه وسماعه منه فإن أبا رافع الصائغ جاهلي إسلامي، قال أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب: (هو مشهور من علماء التابعين) وقال في الاستيعاب: (لم ير النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو من كبار التابعين اسمه نفيع كان أصله من المدينة ثم انتقل إلى البصرة، روى عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود -إلى أن قال: -عظم روايته عن عمر وأبي هريرة ومن كان بهذه المثابة فلا يمتنع سماعه من جميع الصحابة، اللهم إلا أن يكون الدارقطني يشترط في الاتصال ثبوت السماع ولو مرة، وقد أطنب مسلم في الكلام على هذا المذهب).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٦/ ٣٢٣، - من طريق ابن لهيعة-وكذلك الدارقطني في سننه ١/ ٧٦، ثم قال: (ابن لهيعة لا يحتج بحديثه)، ثم رواه كذلك من طريق ابن لهيعة نحو لفظ أحمد ثم قال: (تفرد به ابن لهيعة وهو ضعيف في الحديث). وقال ابن عبد الهادي في التنقيح ١/ ٤٣: (وأما ابن لهيعة فقد قال أحمد: من مثله بمصر في كثرة حديثه وضبطه، وقال مسلم: تركه وكيع ويحيى القطان وابن مهدي. وقال أبو زرعة: كان لا يضبط وليس بحجة. وقال ابن معين: ليس بذلك القوي. وقال النسائي: ليس بثقة). وقال ابن حجر في التقريب ١/ ٥٢٦: (صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في مسلم بعض شيء مقرون).
وقال أبو الطيب في التعليق المغني على الدارقطني ١/ ٧٦: (قوله عن ابن عباس عن ابن مسعود أخرجه ابن ماجة من هذه الطريقة مسنداً إلى ابن عباس ولفظه: عن عبد الله بن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لابن مسعود الحديث، لكن الطبراني في معجمه جعله من مسند ابن مسعود، وكذلك البزار في مسنده، ولفظهما بالإسناد المذكور: عن ابن عباس عن ابن مسعود أنه وضأ النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن بنبيذ فتوضأ وقال: (ماء طهور) قال البزار: هذا لا يثبت؛ لأن ابن لهيعة كانت كتبه قد احترقت، وبقي يقرأ من كتب غيره فصار في أحاديثه مناكير، وهذا منها، انتهى).

<<  <  ج: ص:  >  >>