للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما البداء، فهو يطلق في اللغة على معنيين:

أحدهما: الظهور بعد الخفاء، يقال: بدا الشيء، يبدو بدُوّاً، وبَدْواً، وبدَاءً، وبداءة، وبداً، أي ظهر (١).

وقد جاء استعماله بهذا المعنى في آيات من كتاب الله تعالى، ومنها:

أ-قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (٢).

قال ابن جرير: (وظهر لهم يومئذٍ من أمر الله وعذابه، الذي كان أعدّه لهم، ما لم يكونوا قبل ذلك يحتسبون أنه أعدّه لهم) (٣).

ب-قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} (٤).

الثاني: نشأة رأي جديد لم يكن موجوداً من قبل. يقال: بدا له في الأمر بُدُوّاً، وبداء، وبداة، أي نشأ له فيه رأي (٥).

وقد جاء استعماله بهذا المعنى كذلك في كتاب الله تعالى، قال الله تعالى: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} (٦).


(١) انظر: مختار الصحاح ص ٣٨؛ لسان العرب ١/ ٣٤٧؛ المصباح المنير ص ٤٤؛ القاموس المحيط ص ١١٣٦.
(٢) سورة الزمر، الآية (٤٧).
(٣) جامع البيان ١٢/ ٧٤٥٤.
(٤) سورة الجاثية، الآية (٣٣).
(٥) انظر: مختار الصحاح ص ٣٨؛ القاموس المحيط ص ١١٣٦.
(٦) سورة يوسف، الآية (٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>