للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يجهر بها» (١).

ثانياً: عن سعيد بن جبير قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجهر ب "بسم الله الرحمن الرحيم" بمكة»، قال: وكان أهل مكة يدعون مسيلمة الرحمن، فقالوا: إن محمداً يدعو إلى إله اليمامة، «فأُمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخفاها فما جهر بها حتى مات» (٢).


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١١/ ٤٤٠، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٢/ ١١١: (رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله موثقون). وقال ابن حجر في الدراية ١/ ١٣٣: (وقد أخرجه الدارقطني والطبراني في الأوسط من طريق يحيى بن طلحة اليربوعي عن عباد بن العوام عن شريك موصولاً بلفظ … -فذكره، ثم قال: - فهذا هو أصل الالحديث، وتبين أنه إنما وقع فيه اختصار).
(٢) أخرجه أبو داود في مراسيله ص ١٤١، ومن طريقه الحازمي في الاعتبار ص ٢٢٤، وقال: (هذا مرسل،
وهو غريب من حديث شريك عن سالم). وأخرجه إسحاق بن راهوية في مسنده كما في نصب الراية ١/ ٣٤٦، ولفظه: (عن سعيد قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم يمد بها صوته، وكان المشركون يهزءون، مكاءاً وتصدية، ويقولون: يذكر إله اليمامة، يعنون مسيلمة، ويسمونه: "الرحمن" فأنزل الله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك} الآية) ثم قال الزيلعي: قال البيهقي: وزاد فيه غير يحيى بن آدم، قال: (فخفض النبي -صلى الله عليه وسلم- بسم الرحمن الرحيم). وقال ابن حجر عن هذه الرواية في الدراية ١/ ١٣٣: إنه مرسل ورجال إسناده ثقات. وقال في ١/ ١٣٥: (ولو ثبت ما رواه أبو داود من طريق سعيد بن جبير قال: -فذكره- ثم قال: لكان نصاً في نسخ الجهر، لكنه مرسل ومعلول المتن من جهة أن مسيلمة لم يكن يدعي الألوهية، ومن جهة التسليم لكن في نص الخبر أنه يدعي رحمن اليمامة، ولفظ الرحمن في بقية الفاتحة، وهو قول الرحمن الرحيم بعد الحمد لله رب العالمين، فلا معنى للإسرار بالبسملة لأجل ذكر الرحمن مع وجود ذكر الرحمن عقب ذلك). وقال النووي في المجموع ٣/ ٢١٧: (وأما قول سعيد بن جبير: إن الجهر منسوخ فلا حجة فيه، وإن كان قد روي متصلاً عنه عن ابن عباس).

<<  <  ج: ص:  >  >>