للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله -صلى الله عليه وسلم- إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكْلَ أُمَّياه، ما شأنكم تنظرون إليّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» (١).

رابعاً: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حاجة له فانطلقت، ثم رجعت وقد قضيتها، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فسلمت عليه، فلم يرد عليّ، فوقع في قلبي ما الله أعلم به، فقلت في نفسي: لعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجد عليًّ أَنّي أبطأت عليه، ثم سلمت عليه فلم يرد عليّ، فوقع في نفسي أشد من المرة الأولى، ثم سلمت عليه فرد عليّ فقال: «إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي» وكان على راحلته متوجهاً إلى غير القبلة (٢).

خامساً: حديث سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- وفيه: «أيها الناس، ما لكم


(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٢/ ١٩٠، كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة، ح (٥٣٧) (٣٣).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٢٣٨، كتاب العمل في الصلاة، باب لا يرد السلام في الصلاة، ح (١٢١٧)، ومسلم في صحيحه ٢/ ١٩٥، كتاب، المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة، ح (٥٣٩) (٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>