للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: ما نسخ حكمه دون تلاوته

مثاله: قوله سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} (١).

فهذه الآية منسوخة بقوله تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (٢).

فحكم الآية الأولى منسوخ بالآية الثانية، مع أن تلاوته باقية (٣).

ثالثاً: ما نسخ تلاوته دون حكمه

مثاله: ما روى ابن عباس-رضي الله عنهما- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال وهو جالس على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله قد بعث محمداً -صلى الله عليه وسلم- بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم، قرأناها ووعيناها وعقلناها، فرجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن، من الرجال والنساء، إذا قامت البينة، أو كان الحبل أو الاعتراف) (٤).


(١) سورة المجادلة، الآية (١٢).
(٢) سورة المجادلة، الآية (١٣).
(٣) انظر: مناهل العرفان ٢/ ٢٣٢.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه ص ١٤٣٣، كتاب الحدود، باب رجم الحبلى في الزنا إذا أحصنت، ح (٦٨٣٠)، ومسلم في صحيحه-واللفظ له-٦/ ٢٥٢، كتاب الحدود، باب رجم الثيب في الزنى، ح (١٦٩١) (١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>