للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهي واجبة ولكن ليست بشرط لصحة الصلاة (١).

دليل القول الثاني

ويستدل للقول الثاني- وهو أنها فرض كفاية- بأدلة منها ما يلي:

أولاً: الأحاديث التي سبقت في دليل القول بالنسخ، والتي فيها بيان أفضلية صلاة الجماعة على صلاة الفذ؛ حيث إنها تدل على أن صلاة الجماعة ليست فرض عين؛ لأن المفاضلة إنما تكون حقيقتها بين فاضلين جائزين (٢).

ثانياً: عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاةُ إلا استحوذ (٣) عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب

القاصية (٤) (٥).

فهذا يدل على وجوبها، لكن صرفه عن الوجوب العيني الأحاديث التي


(١) انظر: المغني ٣/ ٦.
(٢) انظر: الحاوي ٢/ ٢٩٨؛ المجموع ٤/ ٦٤.
(٣) استحوذ عليهم، أي استولى عليهم، وحواهم إليه. انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٤٤٨.
(٤) القاصية أي المنفردة عن القطيع، البعيدة عنه. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٤٦٥.
(٥) أخرجه أبو داود في سننه ص ٩١، كتاب الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة، ح (٥٤٧)، والنسائي في سننه ص ١٤٠، كتاب الإمامة، باب التشديد في ترك الجماعة، ح (٨٤٧)، وابن حبان في صحيحه ص ٦٣٩، والحاكم في المستدرك ١/ ٣٧٤، وقال: (صحيح). ووافقه الذهبي. وكذلك صححه النووي، وحسنه الشيخ الألباني. انظر: المجموع ٤/ ٦١؛ صحيح سنن أبي داود ص ٩١؛ صحيح سنن النسائي ص ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>