كل جواد لهم يعرف الجواد، فساروا فزاروا والكسلان عاد.
وقالت أم عمرو بن المنكدر: يا بني أشتهي أراك نائما! فقال: يا أماه، إن الليل ليرد علي فيهولني فينقضي عني وما قضيت منه مأربي.
وقال سفيان: إن لله ريحا مخزونة تحت العرش تهب عند الأسحار فتحمل الأنين والاستغفار.
يا طويل النوم فاتتك مدحة {تَتَجَافَى}[السجدة: ١٦]، وحرمت منحة {الْمُسْتَغْفِرِينَ}[آل عمران: ١٧]، ولست من أهل عتاب" فإذا جنه الليل نام عني" ليس في ليل الهجر منام ومتى رأيت محبا ينام؟!.
وقال عبد الرحمن رسته: سألت ابن الهدي عن الرجل يبني بأهله، أيترك الجماعة أياما؟
قال: لا، ولا صلاة واحدة، وحضرته صبيحة بُني على ابنته، فخرج فأذن، ثم مشى إلى بابها، فقال للجارية: قولي لهما يخرجان إلى الصلاة، فخرج النساء والجواري، فقلن: سبحان الله! أي شيء هذا؟
وقال أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ: كان هناد بن السري كثير البكاء، فرغ يوما من القراءة لنا، فتوضأ وجاء إلى المسجد فصلى إلى الزوال وأنا معه بالمسجد، ثم رجع إلى منزله فتوضأ، وجاء يصلي بنا الظهر، فأخذ يقرأ في المصحف حتى صلى المغرب، قال: فقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة! فقال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل؟!
ويقول الحسن البصري: إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل.
وقال بعض الصالحين: كم من أكلة منعت قيام ليلة، وكم من نظرة إلى ما لا يحل حرمت قراءة سورة، وإن العبد ليأكل الأكلة أو ليفعل الفعلة فيحرم بها قيام سنة.
وكان عبد العزيز بن أبي رواد إذا جن الليل يأتي فراشه فيمرر عليه يده ويقول: إنك للين، والله إن في الجنة لألين منك. ولا يزال يصلي الليل كله.
وكان للفاروق عمر جار فقال: ما رأيت أحدا من الناس كان أفضل صلاة من عمر،