له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون"[رواه البخاري].
وسأل رجل الشافعي فقال: يا أبا عبد الله، أيهما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى؟
فقال الشافعي: لا يمكن حتى يبتلى، فمن الأخطاء الشائعة أن نظن أن النصر يأتي بدون ابتلاء.
فالنصر قادم لا محالة، ولكن الله قد حدد له موعدًا لا يتقدم عنه ولا يتأخر، والمهم، أين المسلمون الذين سيستقبلون هذا النصر، ويحافظون عليه؟!
وسئل عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أي المدينتين تفتح أولا: القسطنطينية أو رومية؟
فدعا عبد الله بصندوق له حِلَق، قال: فأخرج منه كتابًا، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله نكتب، إذ سُئل رسول الله أي المدينتيين تفتح أولاً: قسطنطينية أو رومية؟ فقال: مدينة هرقل أولاً يعني قسطنطينية [رواه أحمد].
ورومية هي روما عاصمة إيطاليا الآن والقسطنطينية هي استانبول، ويفهم من السؤال أن الصحابة قد علموا قبل ذلك أن الإسلام سيفتح المدينتين، ولكن يريدون أن يعرفوا: أي المدينتين تسبق الأخرى، فأجابهم أن مدينة هرقل -القسطنطينية- ستفتح أولاً.
وقد تحقق ذلك علي يد الفاتح العثماني الطموح (محمد بن مراد) ابن الثالثة والعشرين، الذي عرف في التاريخ باسم (محمد الفاتح)، وفتحت مدينة هرقل في القرن التاسع الهجري، الخامس عشر الميلادي بالتحديد عام ٨٥٧ هـ/ ١٤٥٣ م.
[سؤال]
تسمع من يقول: ماذا نفعل ونحن مجردون من الأسباب المادية؟!
إنه تبرير الأذلاء وحجة الضعفاء، وكأن الأسباب المادية هي التي تأتي بالنصر. فماذا