عن أنس - رضي الله عنه - قال: ما سئل رسول الله على الإسلام شيئا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث يسيرا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها [رواه مسلم].
عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما بقى منها؟ " قالت: ما بقي منها إلا كتفها، قال:"بقى كلها غير كتفها"[سنن الترمذي] ومعناه: تصدقوا بها إلا كتفها، فقال: بقيت لنا في الآخرة إلا كتفها.
[الكريم]
الكريم من أسماء الله الحسنى، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}[الانفطار: ٦].
فالكريم هو كثير العطاء والإحسان من غير طلب ولا سؤال، بخلاف السخي فإنه المعطي عند السؤال، وهو -عز وجل- إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، وإذا أعطى زاد على منتهى الرجاء.
قال الجنيد:
الكريم الذي لا يحوجك إلى وسيلة.
وقال الحارث المحاسبي: الكريم الذي لا يبالي من أعطى.
وقيل: الكريم الذي يعطي من غير منة.
وقيل: الكريم هو الذي لا يؤيس العصاة من قبول توبته عليهم من غير مساءلتهم.
من مظاهر كرمه سبحانه أنه يبتديء بالنعمة من غير استحقاق، ويتبرع بالإحسان من غير سؤال، وإن من كرم عفوه أن العبد إذا تاب عن السيئة محاها عنه وكتب له مكانها حسنة، ومن كرمه أنه في الدنيا يستر ذنوبهم ويخفى عيوبهم، فهو تعالى الذي جمع الكمال كله وتنزه عن أدنى شوائب النقص.