وعنده الأقرع بن حابس التميمي، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال - صلى الله عليه وسلم -:" من لا يرحم لا يُرحم"[رواه البخاري].
وعن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: كنت أضرب غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا: "اعلم أبا مسعود، لله أقدر عليك منك عليه"، فالتفت فإذا هو رسول الله فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله، فقال:"أما لو لم تفعل للفحتك النار" أو "لمستك النار".
وعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من وجد أمه من بكائه"[رواه البخاري].
الحسين بن علي وهو طفل صغير رأى الفاروق على المنبر فقال له: انزل من على منبر أبي واصعد على منبر أبيك.
فقال له الفاروق: إن أبي لم يكن له منبر، ثم أخذ الحسين وأقعده معه (١).
فالرحمة بالأطفال تكون بعدم ضربهم على الخطأ في المرة الأولى، ويجب التبسم عند لقائهم ومداعبتهم.
[٤ - قصة الأم الحقيقية]
جاءت امرأتان إلى نبي الله سليمان، تحتكمان إليه في أمر وقع بينهما، فقد كان لكل امرأة طفل رضيع، فجاء الذئب في غفلة منهما وأخذ طفلا فأكله، فلما رأت أمه ذلك، أخذت الطفل الآخر وادعت أنه ابنها، وحينما جاءت أمه الحقيقية لتأخذه رفضت أن تعطيها طفلها، فاستمع نبي الله سليمان إلى دعواهما، وكل منهما تدعي أنه ابنها، ففكر في حيلة يعرف بها الأم الحقيقية، فقال لأصحابه: ائتوني بسكين لنشق الولد نصفين، ونعطي كل واحدة منهما نصف الطفل، فرضيت إحداهما، أما الأخرى فصاحت وقالت: لا تفعلوا به هذا ولتأخذه هي ولا تقتلوه، فعلم سليمان أنها الأم الحقيقية، لأنها رفضت أن يذبح ابنها فأعطاها الطفل.
فالأم بطبيعتها تحن على أبنائها، ولكنها في بعض اللحظات عند الغضب تدعو عليهم بالشقاء، وهذا لا يصح، لأنها قد تصادف ساعة إجابة، ويجب الدعاء لهم بالرحمة والهداية.