للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - أن تكون النصيحة سرا: قال الشافعي:

تغمدني بنصحك في انفرادي ... وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع ... من التوبيخ لا أرضى استماعه

وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينصح أحد الحاضرين يقول: "ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا، ما بال أحدكم يفعل كذا"، وقيل: النصح ثقيل فلا تجعله جبلا، ولا ترسله جدلا.

فالنفس البشرية لا تقبل أن يطلع الناس على عيبها، فلو نصحت أخاك سرا كان ذلك أرجى لقبوله النصيحة، أما إذا نصحته علنا أمام الناس، فقد يظن أنك تشهر به، وتظهر الفضل والعلم عليه، وقد يمنعه ذلك من تقبل النصيحة، بل قد يرفضها في الحال إنكارا لفعلك مع اقتناعه بالنصيحة.

يقول البنا: "إن النصيحة إذا ساءت انقلبت إلى فضيحة، ومن واجبنا أن نجعل النصيحة خالصة لوجه الله ومهذبة، وكان رسول الله إذا أتى أحد في مجلسه شيئا منافيا يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا ويفعلون كذا".

[آداب المنصوح]

١ - تقبل النصيحة بصدر رحب: دون ضجر أو تكبر، وقد قيل: تقبل النصيحة على أي وجه، وقدمها على أحسن وجه.

٢ - عدم الإصرار على الباطل: قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: ٢٠٦].

٣ - شكر الناصح: يجب على المنصوح أن يقدم الشكر لمن نصحه، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

يقول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أحب الناس إلي من أهدى إليَّ عيبا.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>