ظلم الفرد للجماعة أو ظلم الجماعة للفرد، أو ظلم طبقة لطبقة أو ظلم أمة لأمة، أو ظلم جيل لجيل، وعدل الله وحده هو المبرأ من الميل لأي من هؤلاء، وهو إله جميع العباد، وهو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء (١).
[عدل الرسول]
في غزوة بدر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استو يا سواد" -بعد أن ضربه ضربة خفيفة برمح كان معه- فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني، فكشف رسول الله عن بطنه، فقال:"استقدد"، قال: فاعتنقه فقبل بطنه فقال: "ما حملك على هذا يا سواد؟ " قال: يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر عهدي بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخير.
ويضرب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من نفسه نموذجا في القصاص.
[عدل الصحابة]
معاذ بن جبل - رضي الله عنه - لم يزل بالجند إذ بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، حتى مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، ثم قدم على عمر، فرده على ما كان عليه، فبعث إليه معاذ بثلث صدقة الناس، فأنكر ذلك عمر، وقال له: لم أبعثك جابيا، آخذا جزية، ولكن بعثتك لتأخذ من أغنياء الناس، فتردها على فقرائهم، فقال معاذ: ما بعثت إليك بشيء وأنا أجد أحدا يأخذه مني. فلما كان العام الثاني بعث إليه شطر الصدقة (نصفها) فتراجعا بمثل ذلك، فلما كان العام الثالث بعث إليه بها كلها، فراجعه عمر، فقال معاذ: ما وجدت أحدا يأخذ مني شيئًا.
لقد انتصر الإسلام على الفقر في ظل العدل الإسلامي في توزيع الزكاة على الفقراء، فإذا أردنا القضاء على الفقر فعلينا بتطبيق شرع الله في الأرض.
[العبد الصالح]
في يوم من الأيام كان فيروز الديلمي داخلا على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -