وعن أسيد الأنصاري - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو خارج من المسجد وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال - صلى الله عليه وسلم - للنساء:"استأخرن فليس لكنَّ أن تحتضنَّ الطريق، عليكن بحافات الطريق" فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. [رواه أبو داود].
فأين الحجاب الشرعي في عصرنا؟ ترى ماذا سيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الاختلاط بين الرجال والنساء في مجتمعنا، هل سيشفع لنا، أم سيقول: سحقا سحقا؟!
فيجب على المسلم أن يراعي آداب الطريق ولو كان مع زوجته ولا يتحدث معها بصوت مرتفع في الأمور الخاصة بهما أمام الناس.
[الحياء يمنع من الكذب]
ذهب أبو سفيان بن حرب ومعه بعض القرشيين إلى الشام للتجارة، فأرسل إليهم هرقل ملك الروم يطلب حضورهم، فلما جاءوا إليه قال لهم: أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: أنا أقربهم نسبا، فقال هرقل: أدنوه مني واجعلوا أصحابه خلفه، ثم قال لهم: إني سائل هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه، فقال أبو سفيان: لولا الحياء أن يروا عليَّ كذبا لكذبت. فأخذ هرقل يسأله عن صفات النبي ونسبه وأصحابه وأبو سفيان لا يقول إلا صدقا حياء.
المسلم الحيي لا يكذب أبدا، لأن الكذب نقيصة تتنافى مع الحياء، وتأمل في موقف أبي سفيان؛ لم يكذب مع أنه مشرك.
[حياء في الحرب]
في غزوة الخندق والمسلمون محاصرون تقدم عمرو بن عبد ود، ونادى على المسلمين كي يبارزه أحد، فتقدم له علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ودارت بينهما مبارزة شديدة فسقط عمرو قتيلا، فأخذ المسلمون يكبرون، وعاد عليّ إلى المسلمين فقال له عمر: هلا سلبته درعه؛ فإنه ليس في العرب درع خير منها؟ فقال علي: إني حين ضربته استقبلني بسوأته فاستحييت أن أستلبه.
المسلم الحيي لا ينظر إلى عورة أحد مهما كان، ويغض بصره عن الحرام.