٢ - الحياء سلبية: الحياء ليس صفة سلبية أو عجزًا بل الحياء شجاعة، وإن الحيي من أقوى الناس شكيمة وأشدهم بأسا في الدفاع عن الحق، لا يخشى في الحق لومة لائم، وإن الانتصار للحق والحرص عليه لا يتنافى مع الحياء.
٣ - الحياء خوف: الحياء ليس انقباضا في النفس يحجم صاحبه عن فعل الرذائل أمام المخلوقين فقط، ولكن المستحيي فعلا أولى له أن يستحيى من الخالق، لأنه هو وحده المطلع على الخفايا والسرائر.
٤ - الحياء خجل: الحياء ليس معناه الخجل من معايشة الناس، فالخجل عكس الحياء؛ لأنه شعور بالنقص داخل الإنسان، فهو يشعر أنه أضعف من الآخرين، وأنه لا يستطيع مواجهتهم، أما الحياء فهو شعور نابع من الإحساس برفعة وعظمة النفس، فالحيي يستحي أن يكذب لأنه لا يقبل أن تكون نفسه في هذه الدنايا، ولكن الخجول إذا أتيحت له الفرصة أن يفعل ذلك دون أن يراه أحد لفعل، والخجل ليس من الإسلام. عن عبد الله بن عمر -وكان دون الحُلم- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هى؟ " فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال:"هي النخلة" رواه البخاري، وفي رواية: فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم وفي رواية: ورأيت أبا بكر وعمر يتكلمان فكرهت أن أتكلم فلما قمنا حدثت أبي بما وقع في نفسي، فقال: لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم.
٥ - الحياء في الزواج: ولي أمر الفتاة يجوز له أن يعرض ابنته على الشاب الصالح للزواج منها في غير تحرج ولا التواء ولا حياء زائف، كما حدث مع موسى، وحياء الفتاة لم يمنعها أن تعبر لولي أمرها بأدب عن رغبتها في الرجل.
٦ - الحياء يضيع الحقوق: يقول البعض: إن الحياء لا ينفع في هذا البلد، والحياء يضيع الحقوق، وليس هناك تعارض بين الحياء والمطالبة بالحق، طالما أني أطالب بحقي بسلوك مهذب وفيه حياء.
[عمر والمرأة]
خطب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مرة فعرض لغلاء المهور، فقالت له امرأة: أيعطينا الله