له، فجعل يصرف بصره يمينًا وشمالاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له" [رواه مسلم].
إذا كنت تملك قميصا زائدا عن حاجتك، أو لا تستعمله فتبرع به لأحد الفقراء.
[إيثار علي بنفسه مكان الرسول - صلى الله عليه وسلم -]
تآمر كفار قريش على قتل النبي - صلى الله عليه وسلم -، ووقف فرسانهم الأشداء حاملين سيوفهم أمام باب بيته، ولكن الله حفظه منهم، وطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن ينام في فراشه، فلم يتردد في الموافقة على طلب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم نفسه فداء له، فنام في فراشه، وتغطى ببردته، وهو يعلم أن المشركين قد يقتلونه لظنهم أنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإذا علموا أنه خدعهم ونام مكانه. ونجى الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأحاط عليا برعايته، فلم تمتد إليه أيدي المشركين بأذى، وكان علي بن أبي طالب أول فدائي في الإسلام، فكن على استعداد لتقدم نفسك مقابل الدفاع عن رسولك.
[جوار الحبيبين]
عندما طُعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، أراد ألا يحرم من شرف الصحبة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لابنه عبد الله: انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل: عمر يقرأ عليك السلام ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميرًا وقل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن بجوار صاحبيه، فقالت عائشة -رضي الله عنها-: كنت أريده لنفسي ولأؤثرنه اليوم على نفسي، فلما أقبل قيل: هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال: ارفعوني فأسنده رجل إليه فقال: ما وراءك؟ قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين، أذنت، قال: الحمد لله ما كان شيء أحب إليَّ من ذلك، فإذا أنا مت فاحملوني، ثم سلم وقل: يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت فأدخلوني، وإن ردتني فردوني إلى مقابر المسلمين.
وهكذا كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- تؤثر الآخرين على نفسها.