الخشوع في أصل اللغة: الانخفاض والانكسار. قال تعالى {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}[طه: ١٠٨].
وقال الراغب الأصفهاني: الخشوع: الضراعة، وأكثر ما يستعمل فيما يوجد في الجوارح، والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب ولذلك قيل فيما رُوي: إذا ضَرَعَ القلب خشعت الجوارح.
ووصف الله الأرض بالخشوع. فقال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}[فصلت: ٣٩].
وعرَّف مجاهد الخشوع فقال: الخشوع غض البصر، وخفض الجناح، وكان الرجل إذا قام إلى الصلاة يهاب الرحمن أن يشرد بصره، أو أن يحدِّث نفسه بشيء من أمر الدنيا.
وقال ابن تيمية: الخشوع يتضمن معنيين: أحدهما التواضع والذل، والثاني السكون والاطمئنان، وذلك مستلزم للين القلب المنافي للقسوة، فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله، وطمأنينته أيضًا.
وأجمع العارفون على أن الخشوع محله القلب، وثمرته تظهر على الجوارح وفي هذا يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "التثاؤب من الشيطان، فإن تثاءب أحدكم فليرُدُّه ما استطاع"[متفق عليه].
وقال بعضُ العارفين: حسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن.
ومما يؤكد أن الخشوع في القلوب ما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد رأى رجلاً يطأطيء رقبته في الصلاة، فقال: يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب إنما الخشوع في القلوب.
ورأت السيدة عائشة رضي الله عنها شبابًا يمشون ويتماوتون في مشيتهم، فقالت