المحيطات والبحار مياه واقفة، والملح فيها مادة حافظة تمنع التعفن، فالشمس تبخر مياه البحار والمحيطات التي تعتبر مستودعًا لا ينفد من المياه المحفوظة، فتصعد إلى الطبقات الباردة في السماء، فتتكثف لتسقط مياها حلوة تجري في الأنهار، تسقي الزرع.
دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، وميل محورها البالغ ٢٣ درجة فتكون فصول السنة، ولو كان الحور معتدلاً لما دارت الأرض حول نفسها، ولتجمعت قطرات المياه المتبخرة من المحيطات والبحار ونزلت في مكانين محددين في الشمال والجنوب، ولتكونت قارات من الجمد، ولظل الصيف دائمًا والشتاء دائمًا.
{يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ}[النور: ٤٤]. اليوم بأكمله موجود على الأرض فما كان صباحًا عند قوم فهو نفسه ظهر وعصر ومغرب وعشاء ونصف ليل عند قوم آخرين، حتى تصل إلى القطبين فترى فيها ستة أشهر متواصلة مظلمة، وستة أشهر متواصلة مضيئة.
[عظمة الكون]
قال تعالى:{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}[الذاريات: ٤٧].
يقول العالم بليفن في كتابه العلم ينظر إلى السماء: إن الكون أرحب وأعظم مما كنا نتخيله، وإن الأجزاء النائية من الكون تندفع في الفضاء بعيدًا بسرعة مخيفة.
وقد انتهى علماء الفلك إلى أن مجموعتنا النجمية تشمل مائة بليون من النجوم تقريبًا، ويظن كثير من الناس أن ما بين النجوم فضاء تام، والحقيقة أنه ممتليء بالغازات والمواد المختلفة.
ويقول بليفن: "إن الكون كله بنجومه المختلفة الأحجام التي لا حصر لها، والتي تندفع في جميع الاتجاهات كأنها شظايا قنبلة متفجرة، صورة لا يكاد المرء يتخيلها حتى يدركه البهر وتنقطع أنفاسه، ولكن يبدو أن الأجدر بأن يبهر ويقطع الأنفاس هو رؤية هذا الكائن البشري الضئيل الذي يعيش على شظية من شظايا نجم صغير، في زاوية حقيرة من زوايا مجرة لا تختلف شيئًا عن الملايين من أمثالها، هذا الكائن يتحدى ثم يجرؤ أن يعرف هذا الكون.