للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه قصة رمزية لمعنى الحياة التي نعيشها، فكل منا له مدة معينة محددة لا تزيد ولا تنقص، يطرد بعدها من هذه الدار، إلى دار أخرى، إما أن يكون قد استعد لها فينجو كما نجا ذلك الشاب، وإما أن يكون قد فرط فيها وفرط في الوقت الذي أعطي لها، حتى جاءت لحظة الطرد من الدنيا فلم يجد إلا صحراء قاحلة لا حياة فيها ولا منجاة، فيبكي حيث لا ينفع الندم ولا البكاء، فهل نعتبر؟

[أيها الباكي]

أيها الباكي على أقاربه الأموات، ابك على نفسك فالماضي قد فات، وتأهب لنزول البلايا وحلول الآفات، وتذكر قول من إذا ذكرك قال: مات، كأنك بما أتى الماضين قد أتاك، ولقد صاح بك نذيرهم: أنت غدا كذاك وليخرسن الموت بسطوته فاك، إذا وافاك إنما اليوم لهذا وغدا لذاك.

قرئ على قبر.

أنا في القبر وحيد ... قد تبرأ الأهل مني

أسلموني بذنوبي ... خبت إن لم تعف عني (١)

وجاء رجل إلى أم المؤمنين عائشة فقال: إن بي داء فهل عندك دواء؟

فقالت: ما الداء؟

فقال: القسوة.

فقالت: بئس الداء داؤك، يا هذا، عُد المرضى، واشهد الجنائز، وتوقع الموت (٢).

وقال جعفر بن سليمان: سمعت شميط بن عجلان يقول: من جعل الموت نصب عينيه لم يبال بالدنيا ولا بسعتها.

[اجعل القرآن منهجك]

كان والد محمد إقبال يقول له كلما رآه يكثر من قراءة القرآن: إن أردت أن تفقه القرآن فاقرأه كأنه أنزل عليك (٣).


(١) المدهش لابن الجوزي ٥١٥.
(٢) خير القرون (٢/ ٤٦).
(٣) أعلام المسلمين ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>