يقول ابن القيم: إن أبا بكر - رضي الله عنه - قال: وددت أني شعرة في جنب مؤمن.
وذكر عنه أنه كان يمسك بلسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد.
وكان يبكي كثيرًا ويقول: ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا.
وقال قتادة: بلغني أن أبا بكر قال: ليتني خضرة تأكلني الدواب.
[خوف عمر]
وهذا عمر - رضي الله عنه - قرأ سورة الطور حتى إذا بلغ {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ}[الطور: ٧] بكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه، وقال لابنه وهو في الموت: ويحك ضع خدي على الأرض، عساه أن يرحمني، ثم قال: بل ويل أمي إن لم يغفر لي، ثلاثًا، ثم قضي.
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في وجهه خطان أسودان من البكاء.
وقال له ابن عباس رضي الله عنهما: مصَّر الله بك الأمصار، وفتح بك الفتوح، وفعل وفعل، فقال: وددت أني أنجو، لا أجر ولا وزر.
[ماذا عملت فيما علمت؟]
وهذا أبو الدرداء - رضي الله عنه - يقول: إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي: يا أبا الدرداء، قد علمت فكيف عملت فيما علمت؟
وكان يقول: لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت ما أكلتم طعامًا على شهوة، ولا شربتم شرابًا على شهوة، ولا دخلتم بيتًا تستظلون فيه، ولخرجتم إلى الصعيد تضربون صدوركم، وتبكون على أنفسكم، ولوددت أني شجرة تعضد ثم تؤكل.
[بكاء .. بكاء]
وقرأ تميم الداري - رضي الله عنه - ليلة سورة الجاثية، فلما أتى على هذه الآية:{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[الجاثية: ٢١] جعل يرددها ويبكي حتى أصبح.
وقال رجل في مجلس عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: ما أحب أن أكون من أصحاب اليمين، أكون من المقربين أحب إليَّ.
فقال عبد الله: لكن ههنا رجل ود لو أنه إذا مات لم يبعث؛ يعني نفسه.