للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان لك إلي شيء منه حاجة، فاحضرني في مسجدي أو في داري، وإن لم يعجبك هذا، فأنت سلطان، فامنعني من الجلوس، ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم.

احذر أن تجعل نية طلبك للعلم الشهرة في الدنيا

وأنفذ الخليفة بمائة دينار إلى عالم، وقال لغلامه: إن قبل ذلك فأنت حر. فحملها إليه فلم يقبل، فقال: اقبل ففيه عتقي، فقال: إن كان فيه عتقك ففيه رقي (١).

[أين نحن من هؤلاء]

قال عمر بن حفص الأشقر: إنهم فقدوا البخاري أياما من كتابة الحديث بالبصرة، قال: فطلبناه فوجدناه في بيت وهو عريان، وقد نفد ما عنده ولم يبق معه شيء، فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوبا وكسوناه، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث.

وقال مالك: لا ينال هذا الأمر، حتى يذاق فيه طعم الفقر.

وهذا يحيى بن معين، خلف له أبوه ألف ألف درهم، فأنفقها كلها على تحصيل الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه.

وذكر ابن اللباد أن محمد بن عبدوس صلى الصبح بوضوء العتمة، ثلاثين سنة، خمس عشرة في دراسة، وخمس عشرة في عبادة.

وقال الحافظ ابن كثير: وقد كان البخاري يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه، فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمر بخاطره، ثم يطفئ سراجه، ثم يقوم مرة أخرى وأخرى، حتى كان يتعدد منه ذلك قريبا من عشرين مرة.

وقال النووي: وبقيت سنتين لم أضع جنبي على الأرض.

وحكى البدر بن جماعة أنه سأله عن نومه فقال: إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظة وانتبهت.

وهذا ابن كثير: أخذ كتاب الإمام أحمد مرتبا، وأضاف إليه أحاديث الكتب الستة، ومعجم الطبراني الكبير، ومسند البزار، ومسند أبي يعلي الموصلي، وأجهد نفسه كثيرا،


(١) علو الهمة- محمد أحمد إسماعيل المقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>