إلى المكان المخصص لبناء البيت، وكان يجمع الحجارة، وكان أبوه يقوم بعملية البناء، حتى ارتفع البناء، وكان إبراهيم وولده يدعوان ربهما أن يتقبل منهما هذا العمل الصالح بقولهما:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة: ١٢٧] فتقبل الله منهما دعاءهما.
[٦ - التعاون من أجل مصلحة الوطن]
- عقد الشهيد حسن البنا مؤتمرًا وطنيًا كبيرًا بمدينة طنطا واصطحب معه أحد الأقباط المتخصصين ليتحدث عن قضية قناة السويس واسمه "نصيف ميخائيل" ليؤكد معنى التضامن بين المسلمين والمسيحيين.
- وكان الأستاذ "لويس فانوس" وهو من زعماء الأقباط المرموقين يواظب على حضور حديث الثلاثاء للإمام حسن البنا بالمركز العام للإخوان المسلمين بالحلمية يوم الثلاثاء من كل أسبوع ويجلس بين إخوانه المسلمين بكل حب وإخاء، وكان صديقًا حميمًا للأستاذ البنا، وفي إحدى المرات رشح الشيخ حسن البنا نفسه في البرلمان المصري وكان وكيله في إحدى اللجان قبطيًا.
- وكانت اللجنة السياسية المركزية من تسعة أعضاء برئاسة وكيل الجماعة وعضوية سكرتير الجماعة وعضو من مكتب الإرشاد، وثلاثة أعضاء أقباط هم "وهيب بك دوس" والأستاذ "لويس فانوس" عضو مجلس النواب، والصحفي الكبير "كريم ثابت"، وأرسل حسن البنا إلى توفيق دوس باشا تهنئة بمناسبة انتخابه عضوًا بمجلس الشيوخ رد عليها دوس بتهنئة بمناسبة صدور جريدة الإخوان المسلمين وأشاد بنزعة الإخوان المسلمين القومية.
- وحينما هاجم "سلامة موسى" الإخوان بأنهم يثيرون الفتنة الطائفية في إحدى مقابلات الصحف، رد عليه المسيحي "توفيق غالي" بكل قوة قائلاً: إن الإخوان المسلمين أشرف الجماعات مقصدًا وأمثلهم خلقًا.
- ويوم قُتل حسن البنا أيام الملك فاروق منعت الحكومة السعدية برئاسة إبراهيم عبد الهادي جثمانه من أن يشيع في جنازة، لم يمش وراء نعشه إلا اثنان هم والده، ومكرم عبيد باشا السياسي المسيحي الذي كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب ويستشهد دائمًا بآياته