[الأنبياء: ٩٠] ومدح الصالحين من أهل الكتاب بأنهم {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ}[آل عمران: ١١٤] وذم الله المنافقين بقوله: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى}[النساء: ١٤٢] وعن أبي هريرة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"بادروا بالأعمال سبعا: هى تنظرون إلا غنى مطغيا، أو فقرا منسيًا، أو مرضا مفسدا، أو هرما (الضعف بسبب الكبر) مفندا أو موتا مجهزا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر؟! "(مفندا: موقعا في الفتنة وهو كلام المخرف)[رواه الترمذي].
[الاعتبار بمرور الأيام]
في كل يوم يمر بل في كل ساعة تمضي بل في كل لحظة تنقضي تقع في الكون والحياة أحداث شتى، منها ما يرى ومنها ما لا يرى، من أرض تحيا، وحبة تنبت، ونبات يزهر، وزهر يثمر، وثمر يقطف، وزرع يصبح هشيما تذروه الرياح، أم من جنين يتكون، وطفل يولد، ووليد يشب، وشاب يكتهل، وكهل يشيخ، وشيخ يموت!
[لكل وقت عمله]
جاء في وصية أبي بكر - رضي الله عنه - لعمر حين استخلفه: اعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل، وعملا بالليل لا يقبله بالنهار.
وليس المهم -إذن- أن يعمل الإنسان أي شيء في أي زمان، بل المهم أن يعمل العمل المناسب في الوقت المناسب، ولذلك وقَّت الله الكثير من العبادات والفرائض بمواقيت محددة، لا يجوز التقدم عليها، ولا التأخر عنها ليعلمنا بذلك أن الشيء لا يقبل قبل أوانه، ولا بعد أوانه، قال تعالى:{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}[النساء: ١٠٣] وفي الصوم: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}[البقرة: ١٨٥] وفي الزكاة: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}[الأنعام: ١٤١] وفي الحج: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}[البقرة: ١٩٧].
[فضل الله بعض الأيام على بعض]
فكما فضل الله بعض الأشخاص على بعض، وبعض الأنواع على بعض، وبعض الأمكنة على بعض، فضل كذلك بعض الأزمنة على بعض:{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}[القصص: ٦٨] وقال بعض السلف: عجبت لمن يصلي الصبح بعد طلوع الشمس كيف يرزق، وعن أبي حارثة الخشني قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وإن من ورائكم أياما، الصبر