كيف ترجو النجاة وتلهو بأسر الملاعب، إذا أتتك الأماني بظن كاذب، الموت صعب شديد مر المشارب، يلقى شره بكأس صدور الكتائب، فانظر لنفسك وانتظر قدوم الغائب، يأتي بقهر ويرمي بسهم صائب، يا آملاً أن تبقى سليمًا من النوائب.
يا معرضًا
ابن آدم كي تظن أعمالك مشيدة، وأنت تعلم أنها مكيدة؟ وكيف تترك معاملة المولى وأنت تعلم أنها مفيدة؟ وكيف تقصر في زادك وقد تحققت أن الطريق بعيدة؟ يا معرضًا عنا إلى متى هذا الإعراض؟ يا غافلاً عن الموت والعمر لا شك في انقراض.
[أين من سبقك؟]
أين من حصَّن الحصون المشيدة واحترس، وعمر الحدائق فبالغ وغرس، نصب لنفسه سري العز وجلس، وبلغ المنتهى ورأى الملتمس، وظن في نفسه البقاء ولكن خاب الظن في النفس، أزعجه والله هادم اللذات واختلس، ونازله بالقهر فأنزله عن الفرس، ووجه به إلى دار البلاء فانطمس، وتركه في ظلام ظلمة من الجهل والدنس، فالعاقل من أباد أيامه فإن العواقب في خلس.
[القطار يسير]
يا من يرحل في كل يوم مرحلة، وكتابه قد حوى حتى الخردلة، ما ينتفع بالنذير والنذر متصلة، ولا يصغى إلى ناصح وقد عذله، ودروعه مخرقة والسهام مرسلة، نور الهدى قد بدا ولكن ما رآه ولا تأمله، وهو يؤمل البقاء ويرى مصير من قد أمله، قد انعكف بعد الشيب على العيب، كن كيف شئت فبين يديك الحساب والزلزلة، ونعم جلدك فلابد للديدان أن تأكله، فيا عجبًا من فتور مؤمن موقن بالجزاء والمسألة استيقن.
[الرسول - صلى الله عليه وسلم - يستغفر]
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"[رواه البخاري].