وهكذا على كل مسئول أن يكون أمينا على المال العام، فعليك أخي الحبيب ألا تستعمل الهاتف في مكان عملك إلا بعد أن تدفع ثمن المكالمة للمؤسسة.
[لا ترفع صوتك على حديت النبي]
عن أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه، فقال: ما شأنك؟ فقال: شرا، كان يرفع صوته فوق صوت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد حبط عمله وهو من أهل النار، فأتى الرجل فأخبره أنه قال: كذا وكذا، فقال موسى بن أنس: فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال: "اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة"[رواه البخاري].
إنه من ورع المتقين، إذا ذكر حديث للرسول - صلى الله عليه وسلم - فيجب أن نقول سمعنا وأطعنا، ولا ترتفع أصواتنا على أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
[ورع التابعين]
كان دخل عمر بن عبد العزيز قبل الخلافة أربعين ألف دينار، فترك ذلك كله لله، حتى لم يبق له دخل سوى أربعمائة دينار في كل سنة، ونحن نرى الناس يتولون الحكم فقراء، فيخرجون منه أثرياء أصحاب ثروات طائلة، وأرصدة في البنوك في الداخل والخارج، ولكن عمر بن عبد العزيز كان ثريا من أثرياء بني أمية فإذا به يصبح بعد الحكم والخلافة فقيرا، وهذا هو التورع عن أي شيء فيه شبهة.
إن الذي أفسد الحياة الإسلامية قبل عمر بن عبد العزيز هو نهب الأموال العامة، والطمع فيها، وأن كل إنسان يريد أن يكون لنفسه ثروة، خاصة من أفراد بيت بني أمية، ولكن عمر بن عبد العزيز اعتبر هذه الأموال مظالم ورد هذه المظالم إلى أهلها، فمن عُرف له حق عند أمير من أمراء بني أمية، فمن حقه أن يشكو، ومن حق شكواه أن تُسمع، ومن حق ظلامته أن ترد، وما لم يُعرف له صاحب، فليؤخذ ويوضع في بيت مال المسلمين، وهذه هي سياسة عمر بن عبد العزيز.
كان شديدا على نفسه وعلى أهله، لم يسمح لنفسه أن يشم ريح عنبرة جاءت إلى بيت المال فوضع يده على أنفه، قيل له: يا أمير الؤمنين إنها تشم! قال: وهل لها فائدة إلا الشم؟