قال تعالى:{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}[الأنعام: ٤٤] وقال رسول الله:"إذا رأيت الله تعالى يعطى العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك منه استدراج"(رواه أحمد والطبراني)، وقال أيضا: "إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ قوله تعالى:{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}[هود: ١٠٢].
قال ابن أبي حازم: كل نعمة لا تقرب من الله سبحانه وتعالى فهي بلية.
[النعم ثلاث]
يقول ابن القيم: النعم ثلاث: نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها، ونعمة هو فيها لا يشعر بها، فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده، عرفه نعمته الحاضرة ليشكره ويوفقه لعمل يستجلب بها النعمة المنتظرة.
ويحكى أن أعرابي دخل على الرشيد فقال أمير المؤمنين: ثبت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها، وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن بها، وعرفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها، فأعجبه ذلك، وقال: ما أحسن تقسيمه.