ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقى أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون ما بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون ما بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" [متفق عليه].
[لا للتقصير في القصير]
العمر يسير وهو يسير، فأقصروا عن التقصير في القصير، أليس الزمان يعير ثم يغير؟ وهب أنه وهب، أما ضرب الدهر؟ فاستحال الضرب.
[إعراض الله]
أعرض الله عن إبليس فخزي ببعده ولعنته، وعن قابيل فقلب قلبه إلى معصيته، وعن نمرود فقال: أنا أحيي الموتى ببلاهته، وعن فرعون فادعى الربوبية على جرأته، وعن هامان فأين رأيه في وزارته؟ وعن قارون فخرج على قومه في زينته، وعن بلعام فهلك، بل عام في بحر شقوته، وعن برصيصا فلم تنفعه سابق عبادته، هكذا جري تقديره من يوم "لا أبالي" في قسمته.
[خف من النار]
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها" [رواه مسلم].
وعن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلى منهما دماغه، ما يرى أن أحدًا أشد عذابًا منه وإنه لأهونهم عذابًا" [متفق عليه].
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة ما سمعت مثلها قط، فقال: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا" فغطي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجوههم ولهم خنين (بكاء مع غنة). متفق عليه.
[كيف تعرف الديك من الدجاجة؟]
قال ابن الجوزي: من نام على فراش الكسل، سال به سيل التمادي إلى وادي