قال: لي مالان لا أخشى معهما الفقر: الثقة بالله، واليأس مما في أيدي الناس.
وقيل له ذات يوم: أما تخاف الفقر؟
فقال: أنى أخاف الفقر ومولاي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثري؟!
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أسخط الله في رضى الناس سخط الله عليه وأسخط عليه من أرضاه في سخطه، ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه من أسخطه في رضاه حتى يزينه، ويزين قوله وعمله في عينه"[رواه الطبراني].
[أزمتنا معنوية لا مادية]
الوهن والضعف والقصور الذي تعاني منه المجتمعات الإسلامية اليوم مرده إلى الإفراط في محبة الدنيا إلى حد العبادة حتى أضحى المسلم خائر القوى مهزوز الشخصية ضعيف الإرادة لا يحرك ساكنا وإن أقيمت الدنيا من حوله، أو هزت الأرض من تحت قدمه.
نعم لقد ديست كرامتنا وغصبت أراضينا وأهينت مقدساتنا واسترخصت دماؤنا وضاعت قدسنا، فماذا فعلنا، أو ما عسانا نفعل بهذه الآلاف المؤلفة التي استولى عليها اليأس ووقر في ذاكرتها أنه لا أحد يجرؤ أو يستطيع -مهما حاول- أن يعيد قدسنا ويرد كرامتنا ويسترجع هيبتنا؟. ولعل سائلا يقول معترضا: ولكن أين السلاح؟ أين الصواريخ المتطورة والقنابل الذرية .. ؟
إننا نملك الكثير ولكننا لا نملك القوة التي تستعمل تلك الأجهزة؟ لأن أزمتنا معنوية قبل أن تكون مادية، وإيمانية قبل أن تكون ذرية، لقد بعث الله في قلوبنا الوهن الذي هو حب الدنيا وكراهية الموت، حتى أصبح المسلم يبيع دينه بعرض من الدنيا، يسترخص كرامته لا حياته، ويبذل كل شيء مقابل أن يعيش مهما كانت هذه المعيشة، ولقد عالج