القرآن هذا النفوس الضعيفة الحائرة بقوله:{فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ}[النساء: ١٠٤].
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بالسوق والناس معه فمر بجدي أسك ميت، فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال:"أيكم يحب أن هذا بدرهم؟ " فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال:"أتحبون أنه لكم؟ قالوا: والله لو كان حيا لكان عيبا فيه لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟ فقال: "الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم" [رواه مسلم].
قال سفيان: خذ من الدنيا لدينك وخذ من الآخرة لقلبك ..
يا راقد الليل مسرورا بأوله ... إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
أفنى القرون التي كانت منعمة ... كر الجديدين إقبالا وإدبارا
كم قد أبادت صروف الدهر من ملك ... قد كان في الدهر نفاعا وضرارا
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ... يمسي ويصبح في دنياه أسفارا
هلا تركت من الدنيا معانقة ... حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ... فينبغي لك ألا تأمن النارا
[وصف الدنيا]
قال رجل لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: يا أمير المؤمنين صف لنا الدنيا.
قال: وما أصف لك من دار من صح فيها سقم، ومن أمن فيها ندم، ومن افتقر فيها حزن، ومن استغنى فيها افتتن، في حلالها الحساب، وفي حرامها العقاب، وفي مباحها العتاب؟!
وقال لقمان لابنه: يا بني إنك استدبرت الدنيا من يوم نزلتها واستقبلت الآخرة، فأنت إلى دار تقرب منها أقرب من دار تباعد عنها.
[عجبا لك]
قال البعض: عجبا لمن يعرف أن الموت حق كيف يفرح؟ وعجبا لمن يعرف أن النار حق كيف يضحك؟ وعجبا لمن رأى تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن إليها؟ وعجبا لمن