الوجه كما يتبادر إلى الذهن عند سماع قوله:{مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} فالمقصود بأثر السجود هو أثر العبادة، واختار لفظ السجود لأنه يمثل حالة الخشوع والخضوع والعبودية لله في أكمل صورها، فهو أثر هذا الخشوع، أثره في ملامح الوجه، حيث تتوارى الخيلاء والكبرياء والفراهة، ويحل مكانها التواضع النبيل، والشفافية الصافية، والوضاءة الهادئة، والذبول الخفيف الذي يزيد وجه المؤمن وضاءة وصباحة ونبلا (١).
[سجود التلاوة]
وحكمه سنة للقارئ والمستمع.
عن ابن عمر قال:"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ علينا القرآن فإذا مر بالسجدة كبَّر وسجد وسجدنا"[أبو داود]. ومواضع السجود في القرآن خمسة عشر موضعا.
من سجد سجود التلاوة دعا بما شاء، ولم يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا حديث عائشة
قالت: كان رسول الله يقول في سجود القرآن: "سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين"[رواه الخمسة إلا ابن ماجه].
[سجدة الشكر]
عن أبي بكرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أتاه أمر يسره أو بشر به يخر ساجدًا شكرا لله تعالى. رواه أبو داود.
[سجود السهو]
وهما سجدتان يسجدهما المصلي قبل التسليم أو بعده، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى، ثلاثا أم أربعا، فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم"[البخاري].