للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحلوى قائلاً له: بلغني أنك نقلت حسناتك إلى ديواني وهذه مكافأتك (١).

[احذروا الغيبة]

كان الأستاذ الهضيبي لا يصرح برأيه في جمال عبد الناصر، وكان يحسب للغيبة ألف حساب، وكان يحذر من الخوض في أعراض الناس ويقول: هل نسيتم أن الغيبة من الكبائر؟ (٢).

ومر عمرو بن العاص - رضي الله عنه - على بغل ميت قد انتفخ، فوقف عليه وقال: والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ جوفه خير من أن يغتاب أخاه.

ويقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: من أكل لحم أخيه في الدنيا، قُرب إليه لحمه في الآخرة، فقيل له: كله ميتًا، كما أكلته حيًا، فيأكله وينضج ويصيح ويكلح.

وقال سفيان الثوري: إياك والغيبة، إياك والوقوع في الناس، فيهلك دينك.

[قصة مؤثرة]

في عهد الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- كانت امرأة مغسلة تغسل امرأة ميتة، وبينما هي تصب الماء عليها إذا بها وهي تمرر يدها عليها تقول: كثيرًا ما زنى هذا الفرج، فماذا حدث؟ لقد التصقت يد المغسلة بجسد المرأة الميتة، وكان بينه وبين يد تلك المرأة مغناطيسية شديدة الجذب.

فماذا تفعل المرأة المغسلة؟ وماذا يفعل من حولها؟ إنهم يريدون أن يدفنوا الميتة، فما كان منهم إلا قاموا باستشارة العلماء، فمن قائل: تقطع يد المغسلة؛ لأن حرمة الميت كحرمة الحي، ومن قائل: نقطع شيئًا من جسد الميتة فالحي أولى من الميت، واضطربت الآراء، لكنهم قالوا: كيف نفتي وإمامنا مالك بين أظهرنا؟!

ثم ذهبوا إلى الإمام مالك، فقال لهم: قولوا للمغسلة: ماذا قلت في حق الميتة؟

فقالت المغسلة: قلت: كثيرًا ما زنى هذا الفرج.

فقال الإمام: هذا قذف، وأرى أن تجلد المرأة المغسلة ثمانين جلدة من وراء حجاب،


(١) أعلام المسلمين: ٢١.
(٢) مائة موقف من حياة المرشدين: ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>