قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"أطت السماء وحق لها أن تئط، والذي نفس محمد بيده ما فيها موضع شبر إلا وفيه ملك ساجد يسبح الله ويحمده" [رواه الترمذي].
والعبد متى علم أن الرب تعالى ناظر إليه أورثه هذا العلم حياء منه، يجذبه إليه احتمال أعباء الطاعة، مثل العبد إذا عمل الشغل بين يدي سيده فإنه يكون نشيطا فيه، متحملا لأعبائه، ولاسيما مع الإحسان من سيده إليه، ومحبته لسيده، بخلاف ما إذا كان غائبا عن سيده، والرب تعالى لا يغيب نظره عن عبده ولكن يغيب نظر القلب والتفاته إلى نظره سبحانه إلى العبيد.
[صور في مجتمعنا تتنافى مع الحياء]
١ - لاعب يسب زميله أثناء المباراة ويخلع الثياب أمام الجمهور.
فقد خرج عبد الله بن الحرث ومعه أحد أصحابه يوما من البيت وبينما هما يسيران إذ وجدا فتية من قريش، قد خلعوا ثيابهم وأصبحوا عراة ولف كل واحد منهم ثوبه على شكل حبل، وأخذ يضرب بعضهم بعضا، ويضحكون ويمزحون. فلما رأوا عبد الله وصاحبه، لم يهتموا بهما وظلوا على حالهم دون حياء، ثم مر بهم رسول الله فلما رأوه تفرقوا وأسرع كل منهم يختبيء حتى لا يراه رسول الله، فغضب النبي ودخل بيته وهو يقول: "سبحان الله! لا من الله استحيوا ولا من رسوله استتروا" وكانت أم أيمن جالسة ترى الغضب على وجه رسول الله فقالت له: استغفر لهم يا رسول الله، فلم يستغفر لهم -لقلة حيائهم- إلا بعد إلحاح شديد.