وإني أصبحت في صعود مهبط على جنة ونار، لا أدري إلى أيهما يؤخذ بي.
وقالت أم محمد بن كعب القرظي لمحمد: يا بني، لولا أني أعرفك صغيرًا طيبًا وكبيرًا طيبًا لظننت أنك أحدثت ذنبا موبقا لما أراك تصنع بنفسك في الليل والنهار، قال: يا أماه، وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع عليَّ وأنا في بعض ذنوبي فمقتني فقال: اذهب لا أغفر لك؟.
[دموعهم جارية]
كان سعيد بن السائب الطائفي لا تكاد تجف له دمعة إنما دموعه جارية دهره، إن صلى فهو يبكي وإن طاف فهو يبكي، وإن جلس يقرأ في المصحف فهو يبكي، وإن لقيته في الطريق فهو يبكي.
وقيل لسعيد بن السائب: كيف أصبحت؟
قال: أصبحت أنتظر الموت على غير عدة.
وقال الثوري: جلست ذات يوم أحدّث ومعنا سعيد بن السائب الطائفي، فجعل سعيد يبكي حتى رحمته، فقلت: يا سعيد، ما يبكيك؟ وأنت تسمعني أذكر أهل الخير وفعالهم.
فقال: يا سفيان، وما يمنعني من البكاء إذا ذكرت مناقب أهل الخير وكنت منهم بمعزل؟!
وعن أبي معشر قال: رأيت عون بن عبد الله في مجلس أبي حازم يبكي ويمسح وجهه بدموعه، فقيل له: لم تمسح وجهك بدموعك؟
قال: بلغني أنه لا تصيب دموع الإنسان مكانا من جسده إلا حرم الله عز وجل ذلك المكان على النار.
[ويح نفسي!]
عن عون بن عبد الله أنه كان يقول في بكائه، وذكر خطيئته: ويح نفسي! ويح نفسي! وبأي شيء لم أعص ربي؟ ويحي! إنما عصيته بنعمته عندي، ويحي من خطيئة ذهبت شهوتها وبقيت تبعتها عندي! ويحي كيف أنسى الموت ولا ينساني؟! ويحي إن حجبت