للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مساعدتها، وكان حريصا على أن يوجد له عملا يساعد به على الإنفاق، وقد وفق كثيرا في ذلك. هل فكرت يوما في رد الجميل لأمك؟

[موعظة]

أيها المضيع لبر الوالدين، بر الوالدين عليك دين، وأنت تتعاطاه باتباع الشياطين، تطلب الجنة بزعمك، وهي تحت أقدام أمك، حملتك في بطنها تسعة أشهر كانها تسع حجج، وأرضعتك من لبنها،، وآثرتك بالغذاء على نفسها، فإن أصابك مرض أو شكاية أظهرت من الأسف فوق النهاية، وأطالت الحزن والنحيب، وبذلت مالها للطبيب، لو خيرت بين حياتك وموتها، لطلبت حياتك بأعلى صوتها، ومع هذا كم عاملتها بسوء الخلق مرارا، فدعت لك بالتوفيق سرا وجهارا، فلما احتاجت عند الكبر إليك، جعلتها من أهون الأشياء عليك، فشبعت وهي جائعة، وقدمت عليها أهلك وأولادك، قد هجرتها وما لها سواك، هذا مولاك قد نهاك على التافف، وعاتبك في حقها بعتاب لطيف، ستعاقب في الدنيا بعقاب البنين، وفي الآخرة بالبعد من رب العالمين (١).

البَر

من أسماء الله الحسنى البر {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور: ٢٨] ومعناه البار المحسن غزير الإحسان لعباده فهو سبحانه واسع يمنّ بعطائه على عباده دنيا ودينا.

إلهي، أنت البر الرحيم، وصل برك إلى العاصي والمستقيم، وتوالي عطاؤك للأقوياء والضعفاء، وتجليت لعيون الروح فشاهدت أنوارك في الأرض وفي السماء، اجعل لنا حظا وافرا من نور اسمك البر، ويسر لنا بفضلك كل أمر، وأعنا على تقديم البر للوالدين والأقارب، وإفاضة الإحسان إلى الجيران والأجانب، وامنحنا قوة إلهية نقوم بها ببر سيدنا محمد خير من هلل وكبر (٢).

[مفاهيم تتصل ببر الوالدين]

[حق الأم في البر أكثر]

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال:"أمك"، قال: ثم من؟ قال:"أمك"، قال: ثم من؟ قال: "


(١) الكبائر للذهبي ٣١، بتصرف.
(٢) النور الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى، البر.

<<  <  ج: ص:  >  >>