للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا ليلة نابتك بالشجو لم أبت ... لبلواك إلا ساهرا أتململ

فلما بلغت السن والغاية التي ... إليهما مدى ما كنت فيك أؤمل

جعلت جزائي غلظة وفظاظة ... كأنك أنت المنعم المتفضل

شر ما يصيب المجتمع هو التفكك وضعف الروابط بين أبنائه، وذلك بغلبة الأنانية على أنفسهم، فيذكر المرء نفسه، وينسي أخاه، ويقول كل واحد: نفسي نفسي، ولا يبالي أن يجعل من الناس قرابين تقدم لإله أطماعه وشهواته.

شر ما يصيب المجتمع أن يقول كل فرد فيه: لي، ولا يقول: علي، أن تتضخم الأنا في نفسه على حساب غيره.

فينظر إلى نفسه نظرة استعلاء واستكبار، وإلى الناس نظرة الازدراء والاحتقار (١).

[تذكر أمك الحنون]

عندما كنت في سن سنة هي أطعمتك وحمتك، أنت كافأتها بالبكاء طوال الليل.

عندما كنت في سن سنتين، هي دفعتك إلى المشي، أنت كافأتها بالهرب منها عندما تناديك.

عندما كنت في سن ٣ سنوات قامت بإعداد وجباتك الغذائية بكل رضا أنت كافأتها بإلقاء الطعام من فمك على الأرض.

عندما كنت في سن ٤ سنوات قامت بإهدائك مجموعة من الطباشير، أنت كافأتها بتلوين طاولة غرفة الطعام.

عندما كنت في سن ٦ سنوات، قامت بتوجيهك إلى المدرسة أنت كافأتها بالصراخ: لن أذهب.

عندما كنت في سن ٨ سنوات قامت بإعطائك آيس كريم، أنت كافأتها بإلقائه على ملابسك.

عندما كنت في سن ١٠ سنوات اشترت لك كرة، وأنت كافأتها برميها على منزل الجار المقابل وكسرت نافذته.


(١) الإيمان والحياة ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>