وتمنعنا يا عمر؟ الم يقل الله عز وجل:{وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا}[النساء: ٢٠] فلم يمنعها الحياء أن تدافع عن حق نسائها، ولم يمنع عمر أن يقول معتذرا: كل الناس أفقه منك يا عمر.
[لا سمع ولا طاعة]
وخطب مرة وعليه ثوبان فأمر بالسمع والطاعة، فنطق أحد المسلمين قائلا: لا سمع ولا طاعة يا عمر .. عليك ثوبان وعلينا ثوب واحد، فنادى عمر بأعلى صوته: يا عبد الله بن عمر .. فأجابه ولده: لبيك يا أبتاه، فقال له: أنشدك بالله أليس أحد ثوبيَّ هو ثوبك أعطيتنيه؟ قال: بلى والله، فقال الرجل: الآن نسمع ونطيع يا عمر .. فانظر كيف لم يمنع الحياء الرجل أن يقول، وعمر أن يعترف.
٧ - ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر:
الحياء ليس معناه التخلي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فالرجل الحيي قد يفضل أن يريق دمه على أن يريق ماء وجهه، وليس معنى الحياء أيضا أن يقر المسلم المنكر ويتغاضى عن الحق أو يحلل الحرام للحكام ويزينه لهم.
٨ - الاعتراف بالخطأ:
لا يتنافى الاعتراف بالخطأ مع الحياء؛ فقد جاء رجل إلى سلطان العلماء العز بن عبد السلام واستفتاه في أمر ما، فأفتاه العز، وبعد أن انصرف الرجل ظهر للعز أنه قد أخطأ في فتواه، فلم يصر على خطئه ولم يمنعه الحياء من الاعتراف بالخطأ، ولكنه استأجر مناديا ينادي في البلاد: من استفتى العز في كذا فلا يأخذ بالفتوى فإن العز قد أخطأ.
٩ - الحياء لا يمنع من العلم:
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النبي:"إذا رأت الماء"[رواه البخاري].
[الله أكرم]
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله حيى كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما