الصيد، ولما خلا به سأله: ماذا يعني بهذه الكلمات؟ وما ذلك الدين؟
فعرض عليه الشيخ قواعد الإسلام في غيرة وحماس، انفطر لها قلب الأمير، حتى كاد يذوب كما يذوب الشمع.
قال: ولكني اعتنقت الإسلام الآن، فلن يكون من السهل أن أهدي رعاياي إلى الصراط المستقيم .. فلتمهلني قليلا، فإذا ما آلت إلي مملكة أجدادي فعد إليَّ، وقد كان، ودخل التتار في الإسلام (١).
كن متفائلاً ونشيطًا في دعوة الناس، والعمل لدين الله.
[إخلاص وعمل]
يقول عمر التلمساني: كنت يومًا أجلس في حديقة السلاملك الصغيرة، ومعي زوجي وأطفالي والكتاكيت تقفز من حولنا، وجاء خفير العزبة يقول: اثنان أفندية يريدان مقابلتك، قلت: من أنبأهما أنني هنا؟ قال: كنت جالسًا وبعض فلاحي العزبة فمرا علينا وألقيا علينا السلام، وقال أحدهما: هل يقيم في هذه العزبة أحد من أصحابها؟ قلنا: نعم. قالا: وفيم يعمل؟ قلنا: محاميًا أهليًا.
قالا: هل يصلي؟ قلنا: نعم، قالا: فاستأذن لنا عليه.
قلت: أحضرهما.
وحضرا وسلما وجلسا، وعرفاني بنفسيهما، ورغم تجردهما من المؤهلات الدراسية، فقد كان مستوى حديثهما يفوق مستوى كثير من ذوي المؤهلات العلمية، ولم يضيعا وقتًا، ولكنهما بدءا الحديث عما جاءا من أجله.
سألني أحدهما: ماذا تفعل خارج مهنتك؟ وبدا السؤال في نظري بعيدًا عن مألوف اللياقة.
فقلت ساخرًا: أربي كتاكيب كما ترى. فاستمر في أسلوبه بعد أن كساه شيئًا من الجدية.
قال: وهل مسلم مثلك يضيع أوقاته في تربية الكتاكيت، وهناك من هو أولى باهتمامك؟