قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما كرهت أن يراه الناس منك فلا تفعلنه بنفسك إذا خلوت"[رواه ابن حبان].
وكان عثمان - رضي الله عنه - يغتسل في بيت مظلم حتى لا يرى عورة نفسه.
أما تستحي من نفسك من سمعك وبصرك وجلدك؟! {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}[فصلت: ٢١].
[إلى متى؟!]
يا أسير دنياه، يا عبد هواه إلى متى؟! إلى أن يفجأك الموت على غفلة منك، ربما وأنت تنتقل من قناة إلى قناة أو وأنت ممسك بسماعة الهاتف أوَترضى أن تموت وأنت تسمع الغناء؟! وأنت تفكر في الزنا؟!
إلى متى وأنت بين هذه القاذورات؟! أين عقلك؟! أين غيرتك؟! أين العزيمة؟! أين الصبر؟! أين الرجولة؟! أين دينك؟!
عاتبت قلبي لما رأيت جسمي نحيلا
فلام قلبي طرفي وقال: كنت الرسولا
فقال طرفي لقلبي: بل كنت أنت الدليلا
فقلت: كفَّا جميعا تركتماني قتيلا
[كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا]
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضحك فقال - صلى الله عليه وسلم - "هل تدرون مم أضحك؟ "
قلنا: الله ورسوله أعلم، قال:"من مخاطبة العبد ربه يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني، قال: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا، قال: فيختم على فيه، فيقول لأركانه: انطقي، فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلي بينه وبين الكلام.