من هذه الشجرة لأستظل بظلها وأشرب من مائها.
فيقول الله عز وجل: يا بن آدم! لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها، فيقول: لا يا رب!
ويعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره، لأنه يرى ما لا صبر عليه، فيدنيه منها؛ فيستظل بظلها ويشرب من مائها.
ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى. فيقول: أي رب! أدنني من هذه الشجرة لأشرب من مائها وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها.
فيقول: يا بن آدم! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟
فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ وربه تعالى يعذره لأنه يرى ما لا صبر عليه فيدنيه منها، فيستظل بظلها ويشرب من مائها.
ثم ترفع له شجرة "عند باب الجنة، هي أحسن من الأوليين" فيقول أي رب! أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا بن آدم! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها.
قال: بلى، يا رب، هذه لا أسالك غيرها. وربه تعالى يعذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها. فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة يقول: أي رب! أدخلنيها.
فيقول: يا بن آدم، ما يصريني منك؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟
قال: يا رب! أتستهزيء مني وأنت رب العالمين؟
فضحك ابن مسعود فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: مم تضحك؟
قال: هكذا ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟
قال: من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزيء مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزيء منك، ولكني على ما أشاء قادر" [رواه البخاري].
[آخر ابتسامة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -]
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم، لم يفجأهم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن