عن أنس - رضي الله عنه -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال -يعني إذا خرج من بيته- بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: هُديت ووُقيت وكُفيت فيقول الشيطان لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هُدي وكُفي ووُقي"[رواه أبو داود].
[حقيقة التوكل]
التوكل: هو انطراح القلب بين يدي الرب، كانطراح الميت بين يدي الغاسل؛ يقلبه كيف يشاء، وهو ترك الاختيار.
[لا تحزن ومعك الملك]
كذلك من أعطاه ملك درهمًا فسرق منه، فقال له الملك: عندى أضعافه، فلا تهتم، متى جئت إلي أعطيتك من خزائني أضعافه، فإذا علم صحة قول الملك، ووثق به، واطمأن إليه، وعلم أن خزائنه مليئة بذلك، لم يحزن.
من توكل عليه تولاه ومن استغنى به أغناه.
[هل أنت مؤمن؟]
قال تعالى:{وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[المائدة: ٢٣] التوكل شرط في الإيمان فمن لا توكل له لا إيمان له، ولا يكون الوكيل وكيلاً إلا إذا اجتمع فيه أربع صفات أن يكون (عليمًا وقادرًا على نصرتك ورحيمًا بك وهاديًا) فهل تجد غير الله وكيلاً؟
[لا تتكاسل]
جاء رجل على ناقة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أدعها وأتوكل، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -:" اعقلها وتوكل" رواه الترمذي. ورفض الرسول مبدأ التهاون والكسل.
[ساق التوكل]
قال ابن القيم: لا تقوم عبودية الأسباب إلا على ساق التوكل، ولا يقوم ساق التوكل إلا على قدم العبودية.
يقول صاحب الظلال: إن سنة الله تجري بترتيب النتائج على الأسباب، ولكن