للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشجاعة، وهدوء، ترك الإمام المنصة، وأخرج مدية الجوالة من جيبه، وتقدم إلى الكلوب في غير هرولة، وفصله عن السقف وحمله خارج السرادق، وعاد الهدوء والأمن واستكمل الحفل على خير وجه.

[الجلوس المتعب]

أثناء محاكمة المرشد الهضيبي، وقف ليواجه الاتهامات، فأشار إليه رئيس المحكمة قائد الجناح جمال سالم أن يجلس فأبى الرجل إلا أن يظل واقفا قرابة ٦ ساعات قاصدا بذلك رفع الروح المعنوية للإخوان، كرر رئيس المحكمة عرضه، فأصر المرشد على أنه يستريح واقفا رغم تخطيه سن الستين.

فلم يجد رئيس المحكمة بدا من إعلان فترة استراحة ربما ليستريح هو وهيئة المحكمة، ولما استؤنفت الجلسة وجه جمال سالم إلى المرشد كلامه قائلا: لعلك استرحت!

فكان الرد البديهي أن يقول المرشد: الحمد لله كتر خيرك، لكن الرجل القائد فاجأ الجميع بما لم يكن في الحسبان، قال وكاهله ينوء بـ ٦٥ عاما ختمت بأيام عصيبة تربو على مصاعب الستين: هيه .. الظاهر لما الواحد بيقعد بيحل عليه التعب (١).

[نماذج للأقوياء]

قتل علي بن أبي طالب وهو شاب في يوم بدر شيبة بن ربيعة، واشترك في قتل الوليد بن عتبة، وقتل بعدهما في بدر: العاص بن سعيد، وعامر بن عبد الله، وطعيمة ابن عدي، وزمعة بن الأسود، ونوفل بن خويلد، وعقيل بن الأسود، والنضر بن الحارث، وعمير بن عثمان، ومسعود بن أمية، وأبا القيس بن الفاكه، وحاجب بن السائب، وعبد الله بن المنذر، والعاص بن منبه، وأوس بن معير، خمسة عشر رجلاً قتلهم علي في يوم بدر.

وفي يوم أحد يقتل علي: أبا أمية بن أبي حذيفة وعبد الله بن حميد بن زهير.

وفي يوم الأحزاب يقتل عمرو بن عبد ود، فارس قريش في يوم الأحزاب "كبش الكتيبة" (٢).


(١) رحلتي مع الجماعة الصامدة ٦٢.
(٢) من يظلهم الله (١/ ٢٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>