وإنما يحمد الإسلام لأهل البلايا وأصحاب المتاعب رباطة جأشهم وحسن يقينهم.
[لا تلعنها]
فقد دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأة مريضة فوجدها تلعن الداء وتسب الحمى، فكره منها
هذا المسلك وقال لها مواسيًا:"إنها -أي الحمى- تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد"[رواه مسلم].
[محن في طيها منح]
من الخطأ أن يحسب المسلم أن تلاحق الأذى عليه آية على نسيان الله له، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل، ابتلاه الله في جسده أو ماله، أو في ولده، ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل"[رواه أحمد].
هل رأيت حبيبًا يعذب حبيبة؟!
قال تعالى:{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}[آل عمران: ١٤٦] إنما هو سبحانه يبتلي عباده ليضع عنهم الأوزار، ويصرف عنهم عذاب النار، والصبر عطاء، فعن أبي سعيد: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "وما أعطى أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر"[متفق عليه]. وهو علامة حب، عن أنس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة"[رواه الترمذي].
ما حظي الدينار بنقش اسم الملك، حتى صبرت سبيكته على التردد على النار، فنفت عنها كل كدر، ثم صبرت على تقطيعها دنانير، ثم صبرت على ضربها على السكة، فحينئذ ظهر عليها رقم النقش (كتب في قلوبهم الإيمان).
[ابتسم في مقابلة المحن]
لعل قطعة الخشب كانت معذورة وهي تشكو للمسمار الذي يفلقها، ويدخل في أحشائها قائلة له: مهلا يا عزيزي المسمار كف عن الصراخ والشكوى .. ارحمني من عنفوان الاختراق.
فقال لها باسما: اعذريني فأنا مكره ومضطر من كثرة الدق على رأسي بالمطرقة.
الخطوة الأولى في مقابلة المحنة هي الابتسامة مع الصبر، فعندما يتأخر القطار لا تلعن الأقدار وارض بما حدث وحاول الابتسام.